GuidePedia

0

اعتبر محللان مغربيان أن التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات المغربية الجزائرية، ومنها حادثة الاعتداء على مواطن مغربي بالقرب من الحدود البرية المغلقة، تنزع ورقة التوت عن عورة النظام الجزائري، والذي يستمد وجوده من سياسة العداء التي ينفثها ضد المغرب.
وأكد الباحثان أن واقعة إطلاق عناصر من الجيش الجزائري على مواطنين مغاربة تأتي لتعكس "مدى زيف ادعاءات النظام الجزائري، وترويجه لأكاذيب تهم حقيقة الوضع في مخيمات تندوف، ومحاولة توجيهه الرأي العام الداخلي نحو مشكلات إقليمية خارجية".
العالية: مناورات ومغالطات
وأفادت الباحثة الجامعية، ماء العينين العالية، أن التطورات الأخيرة التي عرفتها العلاقات المغربية الجزائرية، ابتداء من تقرير "هيومن رايتس ووتش"، وليس انتهاء بالاعتداء على مواطن مغربي بالحدود، تكشف حقيقة النظام الجزائري، وتفضح مناوراته لترويج المغالطات عن حقيقة الأوضاع بمخيمات تندوف".
وشددت ماء العينين، في تصريحات نقلتها اليوم وكالة الأنباء الرسمية، على ضرورة التصدي الحازم والوقوف بقوة في وجه كل محاولات الجزائر للمس بسيادة المغرب وكرامته، وصورته كبلد للحريات والديمقراطية".
ولفتت الباحثة إلى أن العادة جرت أن يقوم حكام الجزائر باستغلال المحافل الدولية، لتسويق الاكاذيب والأطروحات المغلوطة لصرف الأنظار عن الانتهاكات، والوقوف ضد أي محاولة جادة لحل ملف الصحراء المغربية.
وذهبت العالية إلى أنه "بقدر ما كان المغرب سباقا ومبادرا إلى العمل من أجل تحسين العلاقات الثنائية، والقيام بكل المبادرات الأخوية والصديقة تجاه الجزائر، بقدر ما كانت الجزائر تغلق الأبواب، وتقابل تلك المبادرات بالصدود واختلاق أسباب التوتر".
ودعت الباحثة الفعاليات المجتمعية إلى المساهمة في إزالة فتيل التوتر، وإرساء علاقات جديدة قائمة على حسن الجوار، والتعاون البناء في شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.".
الفاتحي: هروب إلى الأمام
ومن جهته أبرز عبد الفتاح الفاتحي، متخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، أن إطلاق الجيش الجزائري النار على مدنيين مغاربة يعتبر" توجيها جزائريا لرأيها العام الداخلي نحو مشكلات إقليمية خارجية".
وأكد الفاتحي أن "مسؤولية الجزائر بالاعتداء على مغاربة فوق أرضهم ثابتة لا غبار عليها"، مشيرا إلى أن "رواية الخارجية الجزائرية، ومفادها أن مواطنين ألقوا بالحجارة تجاه قوات حرس الحدود الجزائرية، لا تبرر إطلاق النار على عشرة مدنيين مغاربة فوق أرضهم".
ووصف المحلل اتهام الخارجية الجزائرية للمغرب بفبركة الحادث بأنه "هروب إلى الأمام ، وتصعيد خطير قد يزيد من تعميق الأزمة الدبلوماسية، وتعطيل جهود البحث عن حلول مستدامة للخلافات الحدودية بين البلدين، وهو ما قد ينذر بتصعيد عسكري وسياسي".
ولم يفت الباحث المغربي الإشارة إلى أن هذا الاستفزاز الجزائري يشكل مناسبة لممارسة تعتيم إعلامي على تصاعد اختلافات أجنحة المؤسسات العسكرية والأمنية حول مستقبل نظام الحكم في الجزائر".
واسترسل بأن "أسلوب التصعيد ضد المغرب جاء بعد تنديد المنظمات الحقوقية الدولية برفض السلطات الجزائرية زيارة وفود حقوقية أممية، في وقت يدعو فيه المغرب المراقبين الدوليين لزيارته، وهو ما يزيد من نفي اتهامات المغرب بانتهاك حقوق الإنسان في الصحراء".
ضريف: فِعل شوفينيٌّ تافه
بدوره قال محمد ضريف، أستاذ باحث بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن إطلاق النار من طرف الجيش الجزائري على مدنيين مغاربة يعد فعلا "شوفينيا تافها".
وأضاف ضريف، أن هذا الحدث يندرج في إطار مسلسل محكوم باعتبارين، يتعلق الأول بتاريخ طويل من المواقف المتزمتة التي طالما عبر عنها الجيش الجزائري تجاه المغرب، فيما بلغ هذا التزمت ذروته عبر المواقف الجزائرية المستهدفة للوحدة الترابية للمملكة والداعمة لأطروحة الانفصال.
وأشار الباحث المغربي إلى أن المسؤولين الجزائريين أهدروا ثروة الشعب الجزائري في تمويل قضية خاسرة، ولم يتوقفوا عن محاولات النيل من صورة المملكة والمساس بمقدساتها، مبرزا أن المسؤولين الجزائريين لم يكفوا عن اختلاق المزاعم لتركيع المغرب والمغاربة، بحيث ليست هذه أول مرة يتم فيها استفزاز المغاربة.
أما الاعتبار الثاني، فيرتبط بسعي العسكر الجزائري إلى الحد من التداعيات السلبية للوضعية الصعبة التي تجتازها البلاد حاليا، مشيرا إلى أن هذه الوضعية تتميز بإكراهات النظام السياسي الجزائري على مستوى الرئاسة نظرا للغموض الذي يحيط بالحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والانتقادات الموجهة للسلطات الجزائرية على مستوى حقوق الإنسان في الجزائر، فضلا عن مساندة المسؤولين الجزائريين للبوليساريو.
وذكر أن هذه المساندة ترمي إلى إخفاء خروقات حقوق الإنسان المسجلة في مخيمات تندوف، التي توجد من الناحية القانونية تحت مسؤولية الجزائريين على غرار الحالة التي أشارت إليها المنظمات غير الحكومية والمتعلقة بالشابة الصحراوية محجوبة محمد حاميداف المحتجزة منذ الصيف الماضي في المخيمات.

إرسال تعليق

 
Top